ربطت دراسة أمريكية حديثة بين نقص فيتامين د وخطر الموت, خاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية, وذلك في أحدث مؤشر للدور المهم الذي يلعبه الفيتامين في الحفاظ علي صحة الإنسان, قام العلماء بدراسة مستويات فيتامين د عند3 آلاف مريض بالقلب بلغ متوسط أعمارهم60 عاما, وبمتابعة المستوي العام للصحة علي مدي7 سنوات, لاحظوا طبقا لما ورد بنتائج الدراسة التي نشرت بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية جاما موت عدد كبير ممن يفتقرون إلي هذا الفيتامين المهم خلال مدة الدراسة, كذلك أكدت نتائج دراسة أخري لجامعة هارفارد في نفس السياق العلاقة بين نوبات القلب وانخفاض مستويات الفيتامين.وهناك دراسات أخري سابقة أكدت نتائجها العلاقة بين نقص فيتامين د والإصابة بمرض السكر والبدانة وضغط الدم المرتفع, وبجانب ذلك كان هناك دليل علمي يذهب إلي أبعد من ذلك, وهو أن نقص فيتامين د يرتبط بالعديد من أنواع السرطان. وفيتامين د ـ كما يعرفه الدكتور إبراهيم محمد بدوي أستاذ ورئيس قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث ـ هو مركب عضوي يلعب دورا مهما في التمثيل الغذائي للطعام وتنظيم عملية النمو والصيانة للجسم, كما يساعد علي امتصاص الكالسيوم والفسفور والحفاظ علي مستواهما بالدم, ومن هنا كانت علاقته بأمراض القلب, كما يعمل بشكل مباشر علي زيادة ترسيب الكالسيوم والفوسفات بالعظام, مما يساعد علي تقويتها. ورغم ذلك لا يمكن تخليقه خارج الجسم, ولابد من تزويد الجسم به عن طريقين هما الغذاء وأشعة الشمس التي تساعد علي تكوينه من مصادره الرئيسية, خاصة زيت كبد الأسماك وزيت السمك, وكذلك من الكبدة وصفار البيض والجبن والزبد, وللفيتامين عدة أشكال أهمها ما يدعي فيتامين أشعة الشمس, حيث تلعب الأشعة فوق البنفسجية دورا مهما في تكوينه تحت الجلد. ومن الأعراض المؤكدة المرتبطة بنقص مستويات الفيتامين ضعف أو هشاشة العظام وأوجاع العضلات وسرعة الإحساس بالإجهاد ونقص المناعة, وهناك خصائص أخري ترتبط بنقص الفيتامين وتنعكس علي الحالة الذهنية والعقلية في شكل إكتئاب وتناقض في الحالة المزاجية واضطراب النوم. ومن الممكن أن يؤدي النقص في الفيتامين عند المرأة إلي مشاكل معوية مثل مرض كرونز, بسبب عدم القدرة علي امتصاص هذا العنصر المغذي بالقدر الكاف.وتوصي منظمتا الصحة العالمية والأغذية للزراعة بتناول الأطفال والحوامل والمرضعات لجرعة يومية من الفيتامين مقدارها10 ميكروجراما, كما ينص المرجع الغذائي للعناصر الغذائية في الولايات المتحدة علي ضرورة حصول الإنسان علي جرعة يومية من5 إلي15 ميكروجرام حتي عمر السبعين, وتصل أقصي جرعة إلي50 ميكروجرام تبعا للحاجة. وعن الموقف في مصر, تشير نتائج دراسة مسحية أجرتها الدكتورة أمال البدوي أستاذ الصحة العامة بطب الزقازيق علي700 مواطن أكدت انتشار نقص الفيتامين بنسبة80%, مما يعني أن هناك مشكلة كبيرة من نقصه بين المصريين رغم وفرة أشعة الشمس بشكل يومي, مما يتطلب إجراء مزيد من الدراسات للوقوف علي الأسباب واقتراح العلاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق