توصل علماء إلى أن أنثى الفأر تتذكر الروائح الخاصة ببول الذكر عندما تتشمم البول وتستطيع تذكر المكان الذي تعرفت فيه على هذه الرائحة والعودة له في وقت لاحق. ويثير بروتين خاص في بول الذكور ذاكرة المكان لدى أنثى الفئران.
قال علماء من بريطانيا إن أنثى الفأر تتذكر الروائح الخاصة ببول الذكر، عندما تتشمم البول وتستطيع تذكر المكان الذي تعرفت فيه على هذه الرائحة والعودة له في وقت لاحق. وبحسب العلماء في دراستهم التي تنشرها الخميس مجلة "ساينس"، هناك بروتين اسمه "دارسين" في بول الفئران يساعدها على تكوين ذاكرة مكانية للفأر صاحب البول. كما أوضح الباحثون أن ذكور الفئران أيضا تتعرف على بول الذكور الأخرى وأن هذا التعرف يلعب دورا مهما في الاتصال الاجتماعي بين الفئران.
ومن المعروف للعلماء منذ وقت طويل أن الفئران والكثير من الحيوانات الأخرى تتواصل مع بعضها البعض عبر السمات المميزة للبول وتنسق سلوكها الجنسي والاجتماعي مع بعضها على هذا الأساس، حيث يحتوي البول على سبيل المثال على سمات مميزة تدل على جنس الفأر، ذكر أم أنثى، وحالته الصحية ومكان تواجده.
وأظهرت دراسات سابقة أن الحيوانات القارضة كثيرا ما تتردد على مكان بعينه أكثر من مرة يوميا وأنها ربما صادفت في هذا المكان فأرا آخر، أو تعرفت على رائحته.
ولكن العلماء لم يعرفوا من قبل كيف تتذكر هذه الحيوانات نفس المكان وتعود إليه، أي كيف تكون لديها ذاكرة خاصة بهذا المكان. لذلك أجريت هذه الدراسة على الفئران تحت إشراف سارة روبرت من جامعة ليفربول، حيث وضعوا عددا من الفئران الإناث لفترة قصيرة في مساحة يوجد فيها طبق به بول فئران ذكور، ومساحة أخرى فيها طبق آخر به ماء، ثم أعادوا هذه الفئران لنفس المكان بعد أربع وعشرين ساعة ولكن بعد أن أزالوا بول الفئران فوجدوا أن الإناث أصبحت رغم ذلك تتردد كثيرا على نفس الموضع الذي عثرت فيه من قبل على بول الفئران، أكثر من المكان الذي كان به ماء.
ونجحت نفس هذه التجربة حتى بعد مرور أسبوعين من وقت تشمم البول لأول مرة، حيث ترددت هذه الفئران مرة أخرى على نفس المكان الذي عثرت فيه من قبل على البول، ولكنها مسحت من ذاكرتها هذا البول وما يرتبط به من المكان عندما ترددت عليه ولم تتحقق من وجود الرائحة المميزة به. كما تبين للباحثين أن بول الإناث لم يثر اهتمام إناث آخرين.
ثم أثبت العلماء في مرحلة أخرى من الدراسة أن بروتين دارسين في بول الفئران الذكور يكفي لإثارة الذاكرة الخاصة بالمكان لدى أنثى الفئران..
DW
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق