تمكن فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث من تطبيق تكنولوجيا متطورة لحماية الإنسان من خطر السموم الفطرية وبعض العناصر الثقيلة مثل الكادميوم والرصاص التي تدخل الجسم عن طريق الأغذية الملوثة, وذلك باستخدام مواد معينة تم تجميعها من البيئة المصرية تتميز بقدرتها علي الاتحاد مع السموم الفطرية والعناصر الثقيلة داخل القناة الهضمية وتكوين مركب معقد يصعب تكسيره وهضمه داخل المعدة, ومن ثم لا يؤثر سلبا علي صحة الإنسان.وقد أكد الفريق البحثي أن السموم الفطرية.
ومن أهمها الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين والفيومانزين موجودة بتركيزات أعلي من الحد المسموح به في معظم الأغذية, وأن لها تأثيرات مدمرة علي الكبد والكلي, كما أدت إلي تشوه للأجنة عند تعرض إناث حيوانات التجارب الحوامل لها.
وأكد الدكتور مسعد عطية أستاذ السموم بقسم سموم وملوثات الغذاء ورئيس الفريق البحثي أنه تم من خلال دراسات عديدة تطبيق تكنولوجيا تسمي تكنولوجيا الإدمصاص للحماية من الأمراض الناتجة عن السموم الفطرية في الأغذية, بواسطة مواد إدمصاص معينة تم تجميعها من البيئة المصرية, وهي مواد مشتقة من السيليكات مثل البنتونيت والمنتروتلينيت, وقد تم تنقيتها وتحديد تركيبها الكيميائي وخواصها الفيزيائية ثم اختبارها معمليا قبل تطبيقها علي حيوانات التجارب والتي شملت الفئران والأسماك والمجترات.
ومن خلال الدراسات تم إعطاء مواد الإدمصاص بجرعات محسوبة لحيوانات التجارب التي تناولت غذاء ملوثا بالسموم الفطرية, وأظهرت النتائج أن هذه المواد تقوم بادمصاص السموم الفطرية في القناة الهضمية, وينتج عن ذلك تكوين مركب معقد يصعب تكسيره وهضمه بواسطة الإنزيمات الهضمية بالجسم, ويتم إخراجه من الجسم بشكل طبيعي دون أن يترك أي آثار سلبية علي صحة الإنسان. كما أثبتت الدراسات قدرة هذه المواد علي ادمصاص المعادن الثقيلة التي تلوث الغذاء مثل الكادميوم.
ويجري حاليا استكمال هذه الدراسات للتأكد من عدم سمية المواد المستخدمة علي الإنسان والحيوان, تمهيدا لدخول مرحلة التصنيع إما في شكل دوائي أو إضافات غذائية يتناولها الإنسان بجرعات محددة للتخلص من التأثيرات السامة للسموم الفطرية التي تدخل الجسم.
وقد أكد تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة25% من الإنتاج العالمي من الحبوب ملوث بواحد أو أكثر من السموم الفطرية, وهذه السموم تصل للإنسان إما بشكل مباشر من خلال الغذاء الملوث أو غير مباشر عند تناول منتجات حيوانية مثل البيض أو اللحم أو اللبن الناتجة عن حيوانات مغذاة علي علائق ملوثة بالسموم الفطرية.
ويوضح الدكتور مسعد عطية أنه عند تناول غذاء ملوث بالسموم الفطرية يحدث التسمم إما من الفطر نفسه أو من المشتقات الناتجة عن تمثيله وهضمه بواسطة إنزيمات معينة بالجسم, كما أنه أثناء التمثيل الغذائي للسموم الفطرية تنتج شوارد حرة بالجسم تلعب دورا مهما في أكسدة الدهون بالجسم, خاصة تلك الموجودة بجدار الخلية ومن ثم تصاب الخلايا بالخلل ويصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
شكرا علي الافادة
ردحذف