الرز يشكل الطعام الأساسي لنحو نصف سكان العالم
تمكن العلماء، بعد جهود وبحوث عميقة وطويلة، من وضع أيديهم على الأسرار الكاملة للخريطة الوراثية، أو الجينومية، لأحد أهم المحاصيل الزراعية في العالم، وهو الأرز.
فقد تمكنت مجموعتان من العلماء من وضع الخريطة الكاملة للتراتب التكويني للحمض النووي، أو كما يعرف اختصارا بـ دي أن أيه، لهذا النبات المهم استراتيجيا.
إذ يشكل الأرز الطعام الأساسي لنحو نصف سكان العالم، وخصوصا في النصف الجنوبي من الأرض، وقد نشر العلماء نتائج بحثوهم في مجلة ساينس العلمية.
عدد مجلة ساينس العلمية
ومن شأن هذا الإنجاز العلمي البارز أن يعجّل من إنتاج سلالات جديدة من الأرز لها قدرات وقابليات للعيش في ظروف مناخية صعبة على المحاصيل العادية.
وهذا يعني القفز خطوات كبيرة في طريق القضاء على آفة المجاعة التي تهدد، بل وتدمر، مناطق واسعة من بلدان العالم الفقيرة كل موسم.
كما من شأن تلك المعلومات العلمية البالغة الأهمية أن تحسّن من القدرات النوعية لنباتات غذائية أخرى أساسية يعتمد عليها الإنسان في طعامه، مثل الذرة والقمح، والتي لا تقل أهمية عن الأرز.
وقد بينت بحوث خريطة الجينوم أن للأرز مورثات أكثر من الإنسان، إذ يقدر عددها ما بين 50 إلى 60 ألف مورث، مقابل مورثات الانسان التي تقدر بين 30 إلى 40 ألف مورث.
إلا أن جينوم الأرز، كما هو باقي النباتات، يحتوى على الكثير من التكرار والتشابه، إذ تقدر التشابهات بما يقرب من ثلثي مكونات جينوم الأرز، حسبما توضحه الخريطة الجينومية المنجزة.
ويعتقد العلماء أن النباتات تقوم باستنساخ جيناتها وتعدل تركيبها للتأقلم والتعود على ظروف مناخية وحياتية مختلفة ومتنوعة، وهو ما يجعلها أكثر قابلية على تحمل الضغوط الناتجة من عملية الارتقاء والتطور الطبيعية.
فروق مهمة
والفريقان العلميان هما من جامعة واشنطن، والثاني من شركة سويسرية، وقد تمكن الفريق الأول من قراءة خريطة نوع من الأرز يزرع على نطاق واسع في الصين وبلدان جنوب شرق آسيا.
أما الفريق الثاني فقد فك أسرار نوع آخر من الأرز يزرع في مناطق أكثر جفافا وصعوبة، وعلى الأخص في اليابان.
وظهر أن الفروق بين النوعين، من ناحية طبيعة الحمض النووي، صغيرة، لكنها على درجة كبيرة من الاهمية.
فهي لا تزيد على نصف في المئة، لكنها تعادل عشرة أضعاف التنوعات التي يمكن أن تتواجد في شخصين من بني البشر.
يشار إلى أن الأرز يعتبر أول محصول نباتي يزرع على نطاق واسع، ويتم فك ألغاز شفرته الوراثية بهذا الشكل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق